29 نيسان 2024

× الرئيسة اليومية سياسة أرشيفنا
×

محاولة مُرهِقة للهرب من ريبورتاج القاهرة

رضوان آدم

1 كانون الأول 2023

العدد الخامس
أنا في مثلّث الوَنَس الذي كان ينبض في عروق الفن والحياة (تصوير: محمد المصري)

القاهرة،
نهاية أيلول/سبتمبر 2023. 

الوَنَسُ هو المكان الوحيد الآمن في هذا العالم. أفتقدُ الرفاق الهيستيريين الذين هاجروا وسلّموا حسّ القاهرة إلى حرّاس مُدن الثلج. أفتقدُ المبالغات العاطفية الجميلة التي أودتنا في ستّين داهية.  

هل يتقدّمُ وَنسُ «يناير» في العُمر؟. هل تتقدمُ القاهرة في العمر؟. هذه أسئلة ساذجة مُلحّة في مطالع فجرٍ تلا مكالمة «ماسنجر» عفوية الترتيب. هاتفني الرفيق العزيز محمود مروّة. تبادلنا السلامات، والتحيات، والحديث عن القاهرة، وبيروت، وزلزال المغرب، ومخاطر الصحافة، والتدخين. 

الأحاديث الودّية مع الأعزاء بين حين وآخر، مفاتيح  للذكريات. تحدثنا سوياً عن مواضع المدن في الذاكرة. أخذتني الجلالة، وأنا أتكلمُ عن القاهرة. كنتُ متحمّساً وأنا أتكلم عن أهمية ما وثّقهُ المستشرق الإنجليزي إدوارد وليام لين عن القاهرة في كتابه عادات المصريين المُحدثين وتقاليدهم. كتبه بين عامي 1832 و1835. أيامها كان يرتدي العِمامة ويُسمّي نفسه: منصور أفندي. سَكَنهُ وَنَسُ القاهرة حتى دُفن في بريطانيا العُظمى (1876). يا ابن اللعّيبة يا إدوارد!.

لا أعرف كيف وصلنا عند هذه النقطة في مُكالمة الأوديو. ريبورتاج من روح القاهرة للعدد الجديد من المُراسل؟. هذه لكمة مزدوجة يا رفيق. كيف وافقت على الكتابة؟. يجب أن أهرُب فوراً إلى باب الطوارىء في صيدلية بيتي. كان الطبيب صارماً معي في الزيارة الأخيرة. ارتسمت على وجهه أمارات الشرّ. قال إنّ حالتي تستلزم عدم النزول إلى وسط القاهرة. قبل أن يدخل في شأن الكتابة، وعدتهُ أن لا أستدعي أي كتابة تستلزمُ إغماض العينين فترات طويلة. أنت عنيد. قال ثم هدّدني: العلاج الوحيد المتوفّر لإغماض العينين هو الحِقن الوريدية المؤلمة!.

 

(1)

كنتُ مُتحمّساً في الأول للريبورتاج. ماذا جرى؟. كنتُ أكثر من مُتحمّس حتى أنني نسيتُ حكاية الحقن الوريدية. قلتُ للرفيق إنّ شبابيك القاهرة مفتوحة على حدائق خضراء من الحكايات. جالت في بالي مشاهد الحنين إلى الرفاق الهيستيريين الذين يعيشون الآن في أوطان بعيدة. هذا هو سبب الحماسة؟. لا أدري. ريبورتاج عن القاهرة؟. أهلاً بالاكتئاب ثنائي القطب.

مُكالمة «ماسنجر» أخرى مع أذان الفجر؟. فروق التوقيت بين القاهرة وكندا سخيفة. خذوا حذركم من الفيس بوك. تفرّجني الرفيقة الغندورة على كاسحة الثلوج التي تقودها في مُقاطعة أونتاريو. الموسيقية الجنوبية أستاذة علوم الموسيقى، التي التقيتها فوق كاسحة صفراء؟. يا نهار أبيض!.

علام تضحك الرفيقة؟ باركتُ عملها الجديد لكنها اختفت فجأة. الضحك ممنوع في بلاد الرأسمالية والثلج؟. ظلمتُ الرفيقة. كادت تسقط تحت عجلات الكاسحة وهي توجّه الكاميرا صوب البيوت التي دفنتها أكوام الثلج. كنت متضايقاً وحاولتُ إنهاء المكالمة. يا سلام على الدنيا. هذه آخرتها. صارت  الرفيقة روبوتاً فوق كاسحة خطيرة؟.

 

لماذا لم أغلِق هاتفي بعد مكالمة المُراسل؟. الرفيقة في فترة راحة وتريدُ أن تتسلى؟. تطلبُ مني أن أشرب لها قهوة في وسط القاهرة. بقايا المبالغات صامدة في كندا؟.

قهوة الغائب يا رفيقة؟. قهوة الغائبين طقس جنوبي. يضعُ الإنسان الحاضر فنجان الغائب الملآن، إلى جوار فنجانه، ويشرب الفنجانين تكريماً للغائبين. يِخرِب بيت أفكارك يا رفيقة. تُجهّز أغنية عن قهوة القاهرة. هذا مشروعها الأوّل بعد سنين الهجرة. عشر سنوات راحت هدراً يا فاشلة؟. فرحتُ بمشروعها جداً. حاضر يا رفيقة. لا يتقدّم الهيستيريون في العمر؟.

يضربني ثنائي القطب في بطن الليل. الشعور بالذنب أكبر الأعراض. يجب أن أهدأ قليلاً وأغلِق الهاتف وبعدها أفكّر. هذا أوّل شيء. الشيء الثاني هو التأكد من إغلاق الهاتف نهائياً. أغمضتُ عيني رُغماً عني، وذهبتُ إلى النوم. دوّنتُ بعض الأفكار في ورقة صغيرة. وضعتها قُرب البوتاجاز؟. في الصباح أحرقها وأنا أحضّر القهوة. في الصباح؟. الساعة الثامنة صباحاً الآن.

يجب أن أجد مبرّراً لطيفاً للهرب من كتابة هذا الريبورتاج؟. حتماً سأجد؟. حتماً سأجد. الذكاء الاصطناعي يسمعني؟. أخ!. لم أغلِق الهاتف بالفعل. تحسّباً لأي طارىء، هذه مجموعة موضوعات ممتازة عن طرق الركض الصحيحة وقت الأخطار. «انتبه لوضعية الرأس أثناء الركض. يجب أن تكون مُستقيمة بحيث تكون الرقبة على استقامة واحدة مع العمود الفقري. ولتحقيق ذلك يتوجب على الراكض تركيز نظره إلى الأمام وعلى بُعدٍ يتراوح بين ثلاثة إلى ستة أمتار من قدميه». لا شكراً أيّها الذكاء الاصطناعي. فصل البطارية عن الهاتف أفضل الطرق.

(2)

في طريقي إلى محطة الأتوبيسات المُكيّفة في الحي الأوّل في مدينة 6 أكتوبر، فكّرتُ في طرق مُهذّبة للهرب من كتابة الريبورتاج. قرأتُ موضوعاً جديداً عن طرق تجنّب الكسور العظمية أثناء الركض. الذكاء الاصطناعي معي في الأوتوبيس يستمع إلى سيرة الحب لأم كلثوم. هذا السائق يستحق تمثالاً في الشوارع. الافتتاحية الموسيقية جميلة. بليغ حمدي العظيم لا يشجعني على الهرب من كتابة الريبورتاج.

  • دايرة ملامح حضرتك مصري خالص. 

بلكنة وسط بين لهجة مدينة الخرطوم، ولهجة القاهرة الإمبريالية، تحدّثني الشابة السودانية التي تجلس في الكرسي المجاور. تحدثني أنا؟. نعم. كرّرتْ العبارة نفسها.

- لا. أنا مكسيكي يا خيّة (أخت) النيل!.  

تضحكُ كريمة جامبو التي تحضّرُ رسالة ماجستير في أكاديمية الفنون. لا تضحك وحدها؟. انتبهت الطفلة فرح من المقعد الأمامي، ونظرت إليّ وبدأت تضحك، لتظهر أسنانها حمراء. بفعل المصّاصة الحمراء بالتأكيد؟. بالتأكيد.

لم يتمكن الذكاء الاصطناعي من إيقاف وَنَس أم كلثوم في الأتوبيس. أمقتُ العبودية التي فرضها التكنولوجيون الجدد على سكان الكوكب الفضائي. إيلون ماسك، وجون مكارثي، ومارك روزينبرج لا يختلفون عن تجار العبيد البيض في ولايات الجنوب الأمريكي. هيستيريون أشرار. أغلقت الإنترنت في الهاتف تحسّباً لمفاجآت الأندرويد.

 

الحرب الأهلية في السودان تُقلِق جامبو وتُقلقني وتوقف ابتسامة فرح التي أوشكت على الانتهاء من المصّاصة. هل أنهتها فعلاً ونحن نقتربُ من منطقة الأهرامات؟. حفلةُ الست، تمرّ الآن في رحاب منطقة الأهرامات. التحويلات اللحنية لبليغ حمدي، أنستني أنّ الأتوبيس دخل شارع الهرم. سرحتُ لفترة طويلة؟.

  • حَبابِك عَشَرة بلا كَشَرة يا فرح. 

أستدعي جنوبيتي وأعودُ إلى جمهور الأتوبيس. أضحك على فرح التي لا تفهم كلام جامبو. أقوم بالترجمة بين اللهجتين السودانية والقاهرية. صرت المترجم الفوري للأتوبيس المُكيّف؟. هكذا أهربُ من التفكير في الريبورتاج؟. الله الله على أم كلثوم.

قالت جامبو، بعدما سألتها، إنّ مصر ليست وطناً مؤقتاً للجوء. لن تهاجر خيّة النيل، إلى أوروبا. 

  • وكندا برضو. نصحتها بلهجة جادة.

  •  شنو كندا دي؟!.. أكيد. كل دولِي مطارح واحدة. 

شعرتُ بانتشاء مع انتهاء سيرة الحب. هل سيُشغّل السائق المحترم أغنية أخرى لأم كلثوم؟. سوف نرى. المهم أنني حققتُ نصراً شخصياً وأنقذتُ جامبو من كاسحة الثلوج الصفراء.

 

البنت الجميلة فرح نزلت مع أمها في أوّل الشارع؟. يا خسارة. أخذني الكلام مع جامبو عن السودان؟. لماذا لم تودعني هذه الكتكوتة؟. لماذا لم تودع الراكب المكسيكي؟. 

 نزلت كريمة جامبو هي الأخرى في ناصية شارع جمال الدين الأفغاني المؤدي إلى أكاديمية الفنون. في نهاية الشارع، لا يزال مطعم العندليب يقدم الساندويتشات اللذيذة والرخيصة للطلبة والفنانين. مالكه كومبارس مظلوم له مسرحيات مستقلة مهمة. يتحايلُ الخمسيني على الأيام ببعض الأدوار في مسرحيات تخرُّج السنوات النهائية للطلبة. يُنافسُ العندليب مطعم ماكدونالدز على ناصية الشارع نفسه. قطعاً، ستأكل كريمة جامبو من العندليب وتستمتع. لا أحد في السودان يكره عبد الحليم حافظ.

جرحني غياب فرح وجامبو والسائق يقتربُ من وسط القاهرة. مرّت عجلات  الأتوبيس الضخمة فوق كوبري قصر النيل المؤدي مباشرة إلى ميدان التحرير. صباح الخير يا كوبري الهيستيريين.

(3)

وجدتها!. يستغرب عمرو المصري، عامل المقهى في ستراند أنني أُكلّم نفسي. يستغربُ لأنني أطلب فنجاني قهوة وأنا وحدي على الطاولة. لم أجبه. لم أعرفه ولم أعرف مقهى زهرة ستراند. أضواء المقهى العالية تطاردُ الوَنَس. كان توزيع الإضاءة أهم ميزات ستراند. المقهى ابنة الــ 65 عاماً تتغندر وتغيّر ملامحها؟. الأزرق والأبيض فوق الجدران. على خُطى القاهرة الخديوية تدخل زهرة ستراند غرفة الماكياج التاريخية؟.

هذه ليست قهوتي. انشقّ اسمها في الأوّل من اسم سينما قديمة بُنيت فوقها عمارة ستراند الحالية في خمسينيات القرن الماضي. عمارة سوفيتية الطابع. نموذج من أيام جمال عبد الناصر، يقاوم العمران الأوروبي جداً في وسط القاهرة.

عاش في عمارة ستراند التي تعلو المقهى، كبار القوم والمشاهير. كانت تنافسُ أشهر عمارات وسط البلد. عمارات الإيموبيليا، وجروبي، وبهلر، ويعقوبيان على سبيل المثال. 

كانت موطناً لكتّاب وفنّانين، والحالمين بالتغيير أيام نظام حسني مُبارك. أشرب قهوة سائقة كاسحة الثلج. تشربُ البن الفاتح وأنا أشرب الغامق. أنهيت مهمة ثقيلة على معدتي ولا مانع من ليمون بالنعناع.

شكرتُ عامل المقهى، ونظرتُ حولي. لا أرى الملحّن محمد سلطان يلعب الطاولة كما كان يفعل كل يوم. ليرحمه الله. أحببته مع فايزة أحمد دائماً. لا أسمع حسّ نقاشات في الطاولات المجاورة. هؤلاء الناس تماثيل؟. نسيت: ماذا وجدت؟!.

 

من طاولتي في مقهى ستراند أسمع أصوات العباد تتشاجر في محل الأحذية المجاور. محل أحذية جديد؟. كان قبل ثلاثة أعوام مكتبة كبيرة. لم يذكر الذكاء الاصطناعي شيئاً عن طرق التنفس الصحيحة في أوقات الخطر. صارت غالبية طوابق عمارة ستراند مكاتب شركات وعيادات ومحال نظارات. مدخلها العريض المهيب طوابير يومية لمعركة الجنس البشري مع الأسانسيرات الصدئة.

 

ماذا وجدت؟!. نسيتُ وأنا أكلّم عامل المقهى عن الأديب السبعيني، صاحب المكتبة. هاجر هو الآخر؟. يا ربي. هذا الرجل عجوز على أن يقود كاسحة ثلج!.  

 

(4)

أنا في مثلّث الوَنَس الذي كان ينبض في عروق الفن والحياة. الحالمون يضحكون ويُدخّنون فوق المقاهي. صكوك الاعتراف بشباب الكتّاب والموسيقيين فوق طاولات المقاهي أيضاً. خذ عندك مقهى البستان في شارع هدى شعراوي، وبار الحرية في شارع مظلوم، ومقهيا الندوة الثقافية وسوق الحميدية الملاصقين. ولا يُنسى طبعاً مطعم الجريون ومقهى ريش القريبان من ميدان طلعت حرب.

لا أفهمُ في طاقة العمران الأوروبي. هذه وسط قاهرة جديدة. أشعر بالبرد وأنا أرفعُ رأسي في شارع قصر النيل كما نصحني الذكاء الاصطناعي. يجب أن تكون الرأس على استقامة واحدة مع العمود الفقري.
 

يجب أن أعود فوراً إلى البيت. عندما أعودُ أهدأ وأفكّر في مُبرّر للاعتذار إلى الرفيق محمود مروّة. الأتوبيس المُكيّف يمرّ عمّا قليل من شارع رمسيس. الحديث مع فرح وجامبو كان جميلاً. معدتي تؤلمني. وَنَس القاهرة تقدّمَ في العمر. رسالة على الـ «ماسنجر»؟. الأفضل أن تركّزي يا رفيقة في الكاسحة، وأنا أركّز في انتظار الأتوبيس حتى لا يفوتني الدور.

الذكاء الاصطناعي يعرف أنّ صدري يعلو ويهبط فوق كوبري قصر النيل؟. «طريقة التنفس الصحيحة من الأمور المهمة جداً في عملية الجري؛ حيث يعتمد الركض في المقام الأوّل على قوّة نفس العدّاء؛ لذا فإنّه يتوجب عليه الحرص على إمداد الجسم من حاجته بالأكسجين عبر عملية التنفّس».

يجب أن أتنفس بطريقة صحيحة وأنا أفتح تطبيق الــ «ماسنجر» في الليل:

  • شبابيك القاهرة مُغلقة يا رفيق. أقولُ متأسفاً. 

  •  شو هالحكي؟. والحدائق الخضراء؟. سوف يردّ محمود مروّة وهو يُرسل فريقاً من الــ"إيموشن" المتعجبة والمُعاتبة.  

  • ناشفة مثل عود الخوخ.. يا رفيق.

  • لا. لا. أنا مُنتظر الريبورتاج!. 

هكذا يدور الحديث في رأسي. سوف أتحمّسُ وأوافق مجدداً على الكتابة؟. من الأفضل أن أركّز في صعود الأتوبيس الذي وصل.

على عكس السائق السابق، لم أسمع أم كلثوم في طريق العودة. هذا السائق عصبي ويُشبه سائقي الميكروباص. يقف في كل محطة وينادي على الركاب الذين يتراجعون عندما يعرفون سعر التذكرة.

 

(5)

عُدت إلى البيت في أوّل الليل. فتحت الكومبيوتر، وأعددتُ كوباً من الينسون؟. سوف أغني؟. لا. أعالج حلقي الذي تضرّر من قهوة الغائبين. تمشيتُ في ممرّات الشقة جيئة وذهاباً كرجل يحرس سوراً من خيال.

«كيف تهرب من كتابة ريبورتاج عن القاهرة؟». سؤال غير مفهوم للذكاء الاصطناعي؟.

«يمكنك الهرب عبر تقنية إلهاء. تخيّل أنّ أمامك إشارة (قِف) المرورية، فهذا النوع من التخيّل الحَرفي لتلك اللافتة التي تصادفك على الطريق يساعد في تحويل انتباهك بعيداً عن الأفكار المقلقة؛ كما يقول الطبيب النفسي الكبير جرانت إتش. برينر. التركيز ثم التركيز على الفكرة المقلقة، والصراخ بكلمة (قِف) ولو في ذهنك. إنّ قولك لنفسك (قِف) طريقة قد تؤتي ثمارها وتكون أكثر فاعلية عندما تقولها بصوت عال».

إشارة قِف؟. هذا كلام فارغ. سوف أغمِض عينيّ وأدخلُ على صفحة الوورد البيضاء. سوف أكتبُ كل عبارات الاعتذار المُمكنة عن عدم كتابة ريبورتاج القاهرة. كانت مثلما قرأتم: محاولة مُرهِقة للهرب من «ريبورتاج القاهرة».

رضوان آدم

صحافي مصري وقاص وكاتب اسكريبت للفِلم الوثائقي والفِلم القصير. صدرت له في القصّة مجموعتان عن دار روافد للنشر: جبلُ الحَلَب (2013)؛ دَبيبُ النّجْع (2019)؛ وفي الفِلم الوثائقي: يوسف إدريس؛ نجيب الريحاني؛ أسامة أنور عكاشة؛ سليم حسن... حفّار مصر القديمة؛ وفي الفِلم القصير: البلابيصة؛ اختناق القمر.

×