19 نيسان 2024

× الرئيسة اليومية سياسة أرشيفنا
×

أرسنال، كأس بعمر العشرين

جايمس تورِل

19 نيسان 2023

العدد الثالث
تاريخ أرسنال مليء بأحداث غير متوقعة لكن استشرفها كثيرون (Getty)

«يوم واحد يصنع الفرق»، تقول الأغنية القديمة. فكيف الحال لو كنا نتحدث عن عقدين؟ هذه مدة تكفي لا لإحداث فرق فحسب، بل لتغيير وجه التاريخ.

في 15 أيار/مايو 2004، عندما رفع باتريك فييرا كأس الدوري الإنكليزي الممتاز عالياً، شعر نادي أرسنال بقيادة مدربه أرسين فينغر بأن غلَبَتهم على كرة القدم الإنكليزية ستدوم إلى الأبد. كان النادي قد اختتم لتوه أحد أعظم المواسم في تاريخ كرة القدم المحلية (باستثناء موسم 2017-2018 لمانشستر سيتي ربما، حين حصد النادي 100 نقطة)، فائزاً بكأسه السادسة خلال سبعة مواسم تحت إدارة أرسين فينغر.

صار أرسنال آنذاك النادي الذي لا يُقهَر بكل ما للكلمة من معنى. أيضاً سيفوز، في الموسمين التاليين، بكأس الاتحاد الإنكليزي، ويبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2006 مكرِّساً نفسه واحداً من أعظم أندية كرة القدم الإنكليزية، وهو لقب لا يزال يستحقه حتى يومنا.

لكن لم يكن ليتخيل أحد أن أرسين فينغر سيشهد بعد ثماني سنوات من ذلك، في 22 آذار/مارس 2014، واحدة من المحطات الأكثر إحراجاً في مسيرته المهنية. كان النادي يخوض مباراته الألف تحت إدارته، في مواجهة خصمه تشيلسي بقيادة عدو فينغر اللدود، جوزيه مورينيو. جرت المباراة ظهراً تحت أشعة الشمس الحارقة، ومُني النادي اللندني بخسارة مريرة بنتيجة 6-0.

شكلت هذه النتيجة التعبير الأقسى عن أرسنال في أيام فينغر المتأرجحة تلك: نادٍ ينتابه القلق، ومضطرِب، وفي أسوأ حالاته. فلم يفز سوى بكأس واحدة على مدى تلك السنوات الثماني التي طالت كثيراً، فيما تزايدت الشكوك في مكانته ضمن أندية النخبة الأوروبية موسماً بعد موسم ومباراة تلو أخرى.

 

آخر الأباطرة

في السنوات التي تلت تلك الهزيمة المريرة، فاز أرسنال بكأس الاتحاد الإنكليزي أربع مرات (2014، 2015، 2017، 2020)، وكذلك بدرع الاتحاد الإنكليزي، وسيبلغ نهائي الدوري الأوروبي في 2019، أي حين سيهزَم مرة جديدة أمام تشيلسي بنتيجة 4 - 1. إلا أن المنعطف الأهم في تلك المرحلة كان بطبيعة الحال مغادرة أرسين فينغر عام 2018.

فبعد 22 عاماً وكؤوس كثيرة وقدر لا يحصى من الألم والإحراج، غادر آخر أباطرة التدريب عالم كرة القدم الإنكليزية. شكلت مغادرته لحظة صادمة، رغم معرفة الجميع أنها كانت آتية لا محال. فتاريخ أرسنال الحديث مليء بأحداث غير متوقعة لكن استشرفها كثيرون، مثل السنوات الخالية من أي كؤوس، وتأرجح فينغر بين البقاء والمغادرة: كان كلما مر موسم جديد من دون نيل النادي أي كأس، فقد المزيد من المشجعين الأمل في أن الفرنسي سيحقق فوزاً ما، وكلما أمضى هو المزيد من الوقت في إدارة النادي، بدا أنه سيبقى هناك إلى الأبد كشبح يقف عند خط التماس.

كانت الأجواء السامة التي شهدها النادي قد أرخت بظلال سوداء كثيفة فوق ملعب الإمارات، وأنتجت انقساماً حاداً في صفوف المشجعين، وعمت المدرجات لافتات متضاربة مكتوبة بخط اليد، بعضها حمل عبارة: «بأرسين نثِق»، وبعضها كتِب عليه بالخط العريض: «فينغر: استقِل!».

كذلك، استمر كتاب الصحف، ومعلِّقو القنوات، والمحللون الموهومون على قناة مشجعي أرسنال (AFTV)، سنواتٍ في ترداد سؤال المغني والعازف ميك جونز الشهير: «هل يبقى أو يغادر؟»، حتى بات هذا السؤال مرادِفاً لواقع النادي.

فرغم الهزائم الفادحة، وخروج النادي من خانة الأربعة الأوائل، لم يستقِل فينغر ولم يُبعَد... إلى أن أتى صيف 2018 وقرر حزم الأمتعة والمغادرة، من دون جلبة كالتي كان قد أحدثها مورينيو في تشيلسي، ومن دون أزمة وجودية كتلك التي تسبب فيها غوارديولا لبرشلونة. إنما اتسمت مغادرته بشيء من الاستياء والتذمر، إذ اكتفى ببيان من 130 كلمة يشير فيه إلى أنه بلغ خط النهاية، وتلك كانت نهاية القصة.

جعل أرسين فينغر من أرسنال مدرسة كروية (Luigi Coari - BEHANCE)

قلة قليلة اعتزلوا وهم في أوج مسيرتهم المهنية، خصوصاً أولئك الذين حلَّقوا عالياً ليمسكوا المجد من طرفيه. لكن كل ما في الأمر أن فينغر أدرك أخيراً أنه بلغ نهاية الطريق فغادر على وقع حفاوة المشجعين به وتشجيعٍ دام دقائق عدة، ووسط تساؤلات جمة حول الإرث الذي تركه وإن كان قد أفسده في سنواته الأخيرة بعدما كان قد جعل من أرسنال مدرسة كروية.

كان الحمل ثقيلاً على أي خليفة سيأتي، تماماً كما حصل في مانشستر يونايتد مع اعتزال السير أليكس فيرغوسون صيف 2013. فجاء المدرب الإسباني أوناي إيمري لتجربة لم تسِر على ما يرام، رغم أنه كان (ولا يزال) مدرباً ناجحاً جداً، إذ فاز بلقب الدوري وبكأس فرنسا مرتين مع باريس سان جيرمان، كما حقق إنجازاً كبيراً بفوزه بالدوري الأوروبي ثلاث مرات متتالية مع إشبيلية الإسباني (2014، 2015، 2016).

واجه الرجل صعوبات منذ اليوم الأول، إذ من شبه المستحيل استبدال مدرب أيقوني كفينغر، ترك أثره في تفاصيل النادي كافة، من أبسط الجوانب إلى أهمها. وفي الواقع، غالباً ما يقلل المشجعون من أهمية بعض التحديات في عالم كرة القدم، خصوصاً عندما ينتقل اللاعبون/المدربون إلى بلدان جديدة. فإذا كان من الصعب الانتقال إلى منطقة جديدة ضمن المدينة نفسها، فكيف عند الانتقال إلى بلد جديد بالكامل؟

من حسن حظ إيمري أنه سبق أن عاش تلك التجربة، إذ درَّب أندية في فرنسا وموسكو، لكن مثل هذه النقلة، إلى هكذا دوري، فرضت عليه عبئاً نفسياً مهما كان متمرِّساً. من الصعوبات الأساسية التي واجهها أنه لا يتقن الإنكليزية، فتحدث بلكنة ثقيلة، واختلطت عليه المفردات ومعانيها، وبدا أن المقالات التي تُكتَب عنه تسخر من كيفية لفظه evening. كما لم يرحمه مشجعو كرة القدم على وسائل التواصل، وهم فئة تشتهر بأمور كثيرة لكن اللياقة ليست منها.

مع أن محاولاته التحدث بالإنكليزية كانت جديرة بالتقدير، إلا أنها أخفقت عملياً. فتحدث إيمري إلى لاعبيه بالإنكليزية فقط خلال الأشهر الستة الأخيرة من توليه إدارة النادي، علماً أنه استعان بمترجم خلال موسمه الأول. وقد أنتج ذلك حالة من الإرباك، وبعث رسائل متضاربة، وأحدث شعوراً بأنه عاجز تماماً عن السيطرة على الفريق الذي كان أداؤه بليداً مع اتباع تكتيك التمريرات البطيئة ونسخة مبسطة وتفتقر إلى البراعة من نهج بناء الهجمة من الخلف.

بطبيعة الحال، لم تكن لغة الإسباني الضعيفة السبب الوحيد في ذلك، كونه ورث ربما أسوأ فريق حل على نادي أرسنال منذ 20 عاماً. إلا أن الحاجز اللغوي شكل تعبيراً رمزياً عن مشكلات أعمق في أرسنال، بعدما طبعت شخصية واحدة أسلوبه وهويته على مدار سنوات.

 

زمن حامِلَي الرقم 8

بحلول تشرين الثاني/نوفمبر 2019، بلغ أوناي إيمري نهايته المحتومة، بعد 15 شهراً من انضمامه إلى النادي، وبعد سبع مباريات من دون إحراز أي فوز. فراح 11 فوزاً متوالياً هباءً عندما أحرز النادي أربع نقاط فقط خلال المباريات الخمس في آخر الموسم، ليحل خارج خانة الأربعة الأوائل المؤهلة لدوري أبطال أوروبا حيث تتنافس نخبة أندية القارة.

مع أن تلك المحطات كلها سلبية في تاريخ أرسنال، سوف يبعث الحدث غير المتوقع الذي تلى المرحلة بعض الأمل في نفوس المشجعين. فعندما استضاف أرسنال تشيلسي (مجدداً) في ملعبه، ملعب الإمارات، نهاية كانون الأول/ديسمبر 2020، بدا أن الطريق بلغت نهايتها بالنسبة إلى ميكل أرتيتا الذي عُيِّن خلفاً لأوناي إيمري بعدما كان مساعداً لبيب غوارديولا في مانشستر سيتي.

اتصفت تجربته بدورات متتالية من الفوز والهزيمة. وكلما مُني النادي بسلسلة من الهزائم، ارتفعت الأصوات الساخطة المطالِبة بمغادرته، ليعود ويحقق سلسلة من الانتصارات ويتعرض منتقدوه لوابل من اللوم لقلة صبرهم.

كان أرسنال يعاني، قبل مباراة تشيلسي، من سلسلة هزائم، فقد بدأ موسمه بإحراز نقطتين فقط خلال سبع مباريات، ومن دون أي فوز في الدوري الإنكليزي الممتاز طوال شهرين. من غير المعروف هل كان النادي ليقيل لاعب وسطه السابق (2011 - 2016) لو خسر تلك المباراة، لكنه تفوق من النواحي كافة، وحقق فوزاً بنتيجة 3-1.

كان فرانك لامبارد يتولى تدريب نادي تشيلسي يومذاك، ونظراً إلى تنافس عمالقة مثل غوارديولا، ويورغن كلوب، ومارسيلو بيلسا، في الدوري الإنكليزي، بدا وأرتيتا كطفلين يجلسان إلى مائدة الكبار. لكن لا يمكن لأحد أن ينكر أن لذلك الفوز طعماً خاصاً، حتى بدا أن تسديدة بوكايو ساكا الماهرة برجله اليسرى كفيلة بتغيير التاريخ المشؤوم.

بنى أرتيتا فريقاً «صغيراً» يبلغ متوسط أعمار لاعبيه نحو 24 عاماً فقط (GETTY)

أقل من ثلاث سنوات كانت كافية لأرتيتا ليجعل أرسنال في صدارة الدوري الممتاز، وليفرض السؤال نفسه: هل فعلاً سيفوز النادي بالبطولة للمرة الأولى منذ 2004؟

لقد منح اللاعب الذي حمل الرقم 8 في زمن فينغر، استقراراً مؤسَّسياً ووضوحاً في التكتيكات لأرسنال. صحيح أنه من الابتذال القول ببساطة إن «المدرب يحتاج إلى بعض الوقت ليصنع فرقاً»، لكن يبقى في هذا الاعتقاد شيء من الحقيقة. فيرتكب المدربون كافة أخطاء مهما كانوا متمرِّسين، وخصوصاً الجدد بينهم.

من أبرز الأخطاء التي ارتكبها أرتيتا في بداية مسيرته محاولته تطبيق مبادئه التكتيكية في سياقات تجعل فشلها محتماً. فإذا أردت مثلاً اتباع أسلوب الضغط العالي بتشكيلة تضم مسعود أوزيل كلاعب وسط هجومي، فلا شك في أنك ستواجه صعوبات عدة لأن ممارسة الضغط ليست من بين نقاط قوته. لم يكن الفريق مجهَّزاً لتطبيق التكتيكات الدقيقة والمعقدة التي أراد أرتيتا إدخالها وفق مقاربة كروية أيديولوجية، تماماً كمعلمه غوارديولا.

يمكن فهم ما حصل مع الإسباني في البدايات من خلال مقارنة تجربته بتجربة إيرك تين هاغ الذي حفَّز أداء مانشستر يونايتد منذ انتقاله من نادي أياكس الصيف الماضي. ينتمي تين هاغ إلى مدرسة يوهان كرويف مثل أرتيتا وغوارديولا، ولا شك في أن أياكس حقق أداءً مذهلاً تحت إدارته. فخلال مسيرته نحو نصف النهائي في دوري أبطال أوروبا عام 2019، لم يتوانَ الفريق عن تنفيذ الهجمات في مواجهة أندية مثل يوفنتوس أو ريال مدريد، بل مارس أسلوب الضغط العالي والهجوم غير آبهٍ بالتفوق المفترض لخصومه عليه.

في المقابل، عندما لعب نادي مانشستر يونايتد ضد خصومه الستة الأوائل، اعتمد في البداية أسلوب الدفاع المُتراجِع القائم على الهجمات المرتدة، وذلك إدراكاً من الهولندي أن فريقه ليس جاهزاً لتطبيق مبادئه التكتيكية بعد، وقد عدل نهجه للتعامل مع ذلك.

حل أرتيتا هذه المعضلة بتوقيع عقود مع لاعبين قادرين على تنفيذ مبادئه، فأحدث انضمام أولكسندر زينتشنكو وغابرييل جيسوس تحديداً تحولاً في أداء النادي، إذ أضفَيا عليه خبرات ومهارات قيادية وبراعة من عالم النخبة. كذلك، عزَّز بروز بوكايو ساكا مهاجماً من النمط الأول توجه أرتيتا الذي حظي في النهاية بالوقت الكافي لبناء هذا الفريق «الصغير» البالغ متوسط أعمار لاعبيه نحو 24 عاماً فقط، ولإنتاج سياق يمكن فيه لأفكاره أن تُثبِت نجاعتها (أو فشلها نهائياً).

يُعدُّ مارتين أوديغارد، لاعب الوسط المركزي الفعال للغاية رغم قصر قامته نسبياً (1,78)، من أبرز اللاعبين الذين ساهموا في إنجاح خطط أرتيتا وفي التحسن اللافت في أداء أرسنال خلال الأشهر العشرين الأخيرة. كان النروجي قد انتقل من نادي ريال مدريد عام 2020 في صفقة إعارة للاعب شاب حاز تصنيفات جيدة لكنه لم يُظهِر معدنه بعد على مستوى النخبة. ورغم أنه كان قد سجل أداء جيداً نسبياً في صفقات الإعارة السابقة، مع ناديي هيرنفين وفيتيسه الهولنديين وريال سوسييداد الإسباني، لم يكن قد أثبت بعد لمدريد بأنه جدير بارتداء القميص الأبيض الأسطوري.

اشترى أرسنال عقده مع ريال مدريد في 2021، بقيمة 35 مليون يورو بحسب التقديرات. ومنذ ذلك الحين، صار حامل الرقم 8 الجديد لاعباً أساسياً في صفوف الفريق، فهو يجمع بسلاسة بين الفعالية الميدانية والعقل التكتيكي، فيقود الهجمات بضراوة لا تخلو من الذكاء. لكنه ليس مجرد لاعب وسط بارع فحسب، بل من طينة اللاعبين الذين يصنعون الإنجازات كما تُثبت أهدافه الأحد عشر وتمريراته الحاسمة السبع خلال 30 مباراة هذا الموسم، فكان جديراً بتعيينه في بداية الموسم الحالي قائداً لأرسنال، ليتمكن من توجيهه بحزم وثقة لم يشهدهما منذ مغادرة سيسك فابريغاس عام 2012.

 

سباق النفس الأخير

ما زال أمام أرسنال سبع مباريات في الدوري، وهو يحتل الصدارة بفارق أربع نقاط عن غريمه مانشستر سيتي المتأخر عنه بمباراة، وسيواجهه في السادس والعشرين من الشهر الجاري. في مرحلة الذهاب، كان النادي قد بلغ مباراته ضد فريق غوارديولا، يوم 15 شباط/فبراير، متفوِّقاً بثلاث نقاط، وبدا كفريق مختلف تماماً عن ذاك الذي ورثه أرتيتا عام 2019.

لكن، ولسوء الحظ، كان مهاجم سيتي النجم آرلينع هالاند موجوداً، وأظهر طينته كأحد أبرز حاملي الرقم 9 في تاريخ كرة القدم، ليفوز فريقه بنتيجة 3-1 ويحتل المرتبة الأولى بدلاً من أرسنال.

لو كنا نتحدث عن أرسنال في أواخر أيام فينغر، لانتهى الموسم بالنسبة إلى النادي بعد تلك المباراة. فطوال سنوات، اكتفى بتحقيق أداء ممتاز في النصف الأول من الموسم، والحفاظ على موقعه بين المتنافسين الجديين على البطولة، باعثاً بعض الأمل الذي سرعان ما يخبو. كما اعتاد على مدى مواسم الخروج في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، وأحياناً في المراحل الأولى من كأس الاتحاد الإنكليزي.

كانت الجهود الحثيثة في بداية الدوري تذهب سدى وتشكيلة الفريق القوية تنهار مع تزايد الضغوط في المراحل المتقدمة. وقد اضطر فينغر أن ينفي عام 2014 أن ترسانة أرسنال عادةً ما تنهار في شباط/فبراير، بل صرح بجرأة بأن النادي لم ينهر في تاريخه.

بعد تلك المباراة ضد سيتي توجه أرسنال إلى ملعب فيلا بارك، لينافس مدرّبه السابق أوناي إيمري الذي انتقل حديثاً لإدارة نادي أستون فيلا. لو أنه خسر، بعدما تفوق عليه سيتي مرتين في الأسبوع نفسه، في كأس الاتحاد الإنكليزي وفي الدوري، لعادت مشاعر القلق وانعدام الثقة بالنفس لتقض مضجعه، ولخسر السباق نحو إحراز اللقب قبل أن يبدأ فعلياً. لكن الفريق حقق أداءً مذهلاً، ليفوز بنتيجة 4-2 مع تسجيل هدفين في الدقائق الأخيرة حوَّلا التململ وحبس الأنفاس إلى ابتهاج عم المدرجات. ونتيجة ذلك الفوز تقدم النادي مرة جديدة على مانشستر سيتي بفارق نقطتين.

لكن هل سيفوز أرسنال هذه السنة بالدوري للمرة 14 في تاريخه؟ قد يكون ذلك غير مرجح، ففريق غوارديولا من الفرق التي يمكنها تحقيق ثمانية انتصارات متتالية من دون الالتفات مرة إلى الخلف، ومن ثم إنهاء قصة الحنين الأحمر إلى المجد... إلى ذلك اليوم الذي رفع فيه باتريك فييرا كأس البطولة لمرة لا تزال الأخيرة.

جايمس تورِل

صحافي رياضي بريطاني. يكتب للمراسل.

×